728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الخميس، 26 مايو 2016

    قصة زنا المحارم


    لم تكن فعلة نكراء شددت عقوبتها الشريعة الإسلامية ونددت بها الأديان السماوية وحسب، ولكن كلمة “زنا المحارم” فى حد ذاتها تمطر من يسمعها بالصدمة، وتلحق المجتمع بوصمة عار، ولعل سبب فتحنا الملف الشائك على صدر صفحات “صوت الأزهر” يعود إلى تكرار وقائع هذه الحوادث فى المحاكم والنيابات لحدوثها داخل إطار الأسرة الواحدة، بما ينذر بخطأ مجتمعى فادح رغم كونها حالات فردية قد تصدر عن أشخاص مضطربين نفسيًا يعانون من نقص الوازع الدينى ولا يمتلكون قيد أنملة من الإيمان.. فى السطور القادمة نستطلع رأى علماء الشرع والنفس والاجتماع للبحث عن أسباب الظاهرة والطرق المثلى لاجتثاثها نهائياً من المجتمع المسلم..
    يقول الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء، من يغتصب المحارم سواء عازبا أو شيخا متزوجًا بعد وجود الأدلة الطبية فيجب تطبيق حد الشريعة الإسلامية عليه، خاصة أن صاحب هذه التجاوزات قلبه خال من الإيمان، بالإضافة إلى أن الأمر يدل على عدم انضباط أحد الأبوين، وقال الإمام الشافعى:
    عفوا تعف نساؤكم فى المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    مشيراً إلى أن من يغتصب أى امرأة فى أى ديانة يقتل بأمر الحاكم، وأن الخلاص من تلك الظاهرة المتفشية البعد عن جلساء السوء، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”، مناشداً بغض البصر عن الأجانب قال سيدنا على رضى الله عنه: “كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر”.
    غياب الثقافة الدينية ويرى الدكتور محمد مبارك، أستاذ الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بتفهنا الأشراف، أن اغتصاب المحارم يؤثر سلبيًا على الفرد والأسرة، وينعكس على المجتمع بالكامل، مشيرًا إلى أنه لا يمثل ظاهرة فى علم الاجتماع، ولكنها حالات فردية تعود لأسباب عديدة منها نفسى: أى أن القائم بهذا الفعل غالبًا ما يكون مريضا نفسياً، أو بسبب التنشئة الاجتماعية الخاطئة لتدنى المستوى الأخلاقى والثقافى، مشددًا على أن غياب الثقافة الدينية سبب أساسى وراء هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تراخى الرقابة الأسرية وغياب الوعى لدى الأبوين، مناشداً باتباع الحديث الشريف للنبى الكريم: “علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع”، مطالبًا بتفعيل دور وسائل الإعلام والإخصائى الاجتماعى والنفسى فى المدارس والأسر التى قد تحدث بها هذه المشكلات، فضلاً عن زيادة الأئمة لدورهم فى الخطاب الدينى. أسباب نفسية -
    وأوضح الدكتور محمد المصرى، استشارى الصحة النفسية، أن هناك عدة أسباب فى اغتصاب المحارم منها ضعف الوازع الدينى؛ لأنه يطمس الفترة التى خلق الانسان بها؛ لأن الإيمان هو الضابط للحواس، ويجعل الإنسان يعادى الشيطان ويخشى الله فى أقواله وأفعاله، وضعف الجانب الأخلاقى لدى الأسرة حيث نجد فى بعض الأسر يعتاد أفرادها على ارتداء ملابس مثيرة أمام محارمهم من لباس يثير الشهوة أو شفاف يظهر العورة، بما يسمح للأشخاص ضعاف النفوس بالنظر إلى العورات أو باللمس بسبب الإغراء غير المتعمد، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الدراسات أثبتت وجود تناسب بين سلوك الإناث ومظهرهن وبين الاغتصاب، كذلك نجد بعض الأزواج يداعبن بعضهن أمام الآبناء بدون قصد سواء تقبيل مبالغ فيه أو مداعبات جنسية فنجد نظر الطفل الصغير لهم يترك آثر نفسى بالغ فى نفس الابن أو الابنة وفى ذاكرتهم بما يجعله يرغب فى تقليدهم عند أول فرصة متاحة. وأضاف استشارى الصحة النفسية، أن هناك دراسات كثيرة أثبتت أن الأسر التى تتابع الأفلام الإباحية هى الأكثر عرضة للوقوع فى زنا المحارم بسبب مشاهدة علاقات الشذوذ فى هذه الأفلام وتقليدها، بالاضافة إلى متابعة المواقع الإباحية وإدمان أحد أفراد الأسرة للمخدرات أو الكحوليات؛ لأنها تؤدى لاضطراب الوعى والقيم والأخلاق، متطرقًا إلى إحدى الدراسات التى أثبتت أن زنا المحارم يتناسب طرديًا مع وجود الآباء شاربى الخمر ومدمنى المخدرات، فضلاً عن عدم التفريق بين الأبناء فى المضاجع، وعدم الالتزام بالملابس المحتشمة أمام الآبناء، وعدم ارتداء الملابس المثيرة للغرائز.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة زنا المحارم Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top