كان هناك رجلان في قرية أحدهما مقعد والآخر أعمى لايرى وفي يوم من الأيام رآهما صاحب بستان فرق قلبه لحالهما ومما هم فيه من الجوع والعوز
فامر خادم له أن يحملهما الى بستانه وفعل الخادم حملهما الى البستان وكان يعطيهم من ثمره ما يكفيهم ليأكلو ويناموا تحت اشجاره وفي يوم من الايام
قال المقعد للاعمى اترى ما ارى فقال الاعمى سبحان الله وكيف ارى وانا اعمى وماذا ترى فقال المقعد للاعمى ارى الجنة بعينها فاكهة بانواعها ما لذ وطاب منها
فقال الاعمى للمقعد وما تريد ان تصنع فقال المقعد لو ساعدتني لاقتطفت لك ما لذ وطاب من هذه الثمار الجنية فقال الاعمى اتق الله يا رجل الم يكرمنا صاحب البستان
فقال المقعد انه لايعطينا الا القليل فألح عليه فاقنعه فحمل الاعمى المقعد على كتفه واخذ يطوف به البستان وهو يأمره اقتلع هذه ودع هذه الى ان اكلا حتى التخمة وعاثا في البستان الفساد والخراب وعند الصباح اتى ناطور البستان وراى ذلك المنظر
فقال لهما من الذي صنع هذا فاخبراه لانعلم كما ترى احدنا اعمى والاخر مقعد وهكذا استمرا في عملهما الى ثلاثة الأم وعندها قرر الناطور أن يراقب من الذي يفعل ذلك وبينما هو يراقب اذ حضر صاحب البستان فاخبره فبقيا معا يراقبا الموقف واذا بذلك الموقف فغضب صاحب البستان وأمر بطردهما
اشراقة:
أن لنا في هذه القصة اكبر عبرة وهي :
1- الأعمى هو ذلك الجسد أسير الشهوات
2- المقعد هي النفس الامارة بالسوء التي تغير الانسان
3- أن البستان هي الدنيا المليئة بالملذات والشهوات
4- أن الناطور هو العقل الذي جعله الله علينا
5- وصاحب البستان هو الله فعلينا أن نتقي في هذه الدنيا النفس الأمارة بالسوء والناطور وصاحب البستان
كتبت فداء الشيخ
0 التعليقات:
إرسال تعليق