728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الأربعاء، 23 مارس 2016

    سيكولوجية الانسان المقهور

    كتبت فداء الشيخ
    كلما انحدرت مرتبة الانسان من حيث العقل .
    كلما قلت غرابة الوجود بالنسبة اليه .
    فكل شيء يبدو له انذاك حاملا في ذاته كيفية
    حدوثه و سببه . لقد برز الانسان الى الوجود
    فرأى نفسه في عالم مختلف الظواهر . وواجه
    الزمان بتقلباته و اكراهاته فبدا يسأل :
    لماذا و من اين و الى اين ? كل اجابة يتوصل
    اليها كانت بداية لسؤال اخر و من هنا تظهر
    قيمة السيكولوجية الانسانية لكل فرد مع
    اختلاف الثقافات و الانتماءات المتعلقة بمستوى
    الخبرات و المعارف التي يكتسبها بهدف الرفع
    من مستوى الرقي الاجتماعي . والانسان كمنتج
    للثقافة بمستوياتها المادية و الفكرية يتفاعل
    مع ما ينتجه و يتأثر به .
    أنه المدخل الفعلي لمجالنا هذا فالمصارعة تستحق
    ان تشاهد ليس من أجل ان نجد فيها ما نريد
    بما ان تلك الاحداث دقيقة لم يعترف
    العامة بمطابقتها للحقيقة . بل بالاحرى بسبب
    قيمة هذه الاحداث ذاتها .فنحن كمشاهدون يؤثر
    العامل النفسي فينا لنجد أنفسنا مرغمين على عدم
    تقبل تلك الاحداث بذريعة انها لا ترضي رغباتنا
    و لا تلبي ما نريد . ففي الوقت الذي يجب ان نعمل
    فيه على توسيع تصورنا للممكن . و نثري
    خيالنا العقلي . نقلل ثقتنا الدوغمائيةالتي
    تغلق تفكيرنا و تسد عليه منافد كل تأمل . لكن
    و قبل لكل شيء فان اصل تفكيرنا يكتسي الحرية و العظمة .
    ان الفكرة في حد ذاتها تكمن في استقبالنا للاحداث المصنوعة
    و مدى تأثيرهاعلى اختياراتنا فبالامس
    كنا نكره بانك لانه هيل و اليوم نحبه لانه
    محبوب اي ان تلك الصناعة نفسها تأثر في
    اختياراتنا التي اجدها مشروطة. و بالتالي
    فنحن جزء من عالم افتراضي مهما تصاعدت درجات
    مصداقيته ببساطة لاننا خاضعون لممارسات تحدد
    اختياراتنا بل و حتى صيحات استهجاننا !!
    لا يعتمد الانسان في علاقته مع طبيعته و مع غيره
    على مؤهلاته العضوية و الفيزيولوجية فقط .
    بل يعتمد على استخدام عقله و مؤهلاته الفكرية
    و الدهنية . و لهذا السبب لا تظل عمليات الاشباع
    و الاستهلاك و الانتاج مستندة على ما هو طبيعي .
    بل يلجأ الانسان الى انتاجاته العلمية
    و التقنية بناء على ذكائه و قوة عقله
    من اجل تحقيق الوفرةفي ذلك الانتاج و الاستهلاك
    و بالتالي تحقيق المنفعة و النجاح .
    كل قانون هو قانون عام . و عموميته لا تسمح
    بصياغة تعبيرات دقيقة فيما يخص تلك الحالات النوعية .
    وحيثما نكون ملزمين باعطاء خطاب عام .
    مع عدم القدرة على اعطاء الدقة المطلوبة .
    فان القانون لا يلم الا بالحالات المألوفة
    دون ان يتجاهل محدوديته . فهو ليس مرتب
    بما فيه الكفاية و الخطا ليس خطأه و لا خطأ
    المقرر بل هو خطأ ناتج عن طبيعة الفعل ذاته
    اي بالضبط مضمون الافعال . و عندما يعبر
    القانون عن احساسه ببساطة فان النتيجة تكون
    نهاية تراجيدية كما شاهدنا مع البيغ شو
    الذي تحول الى لعبة اطفال . لكن ما اثار فضولي
    هي تلك الصيحات التي طالبت بحق الرجل
    و عدم الحاق اي نوع من الاهانة به ..
    هنا يغيب ذلك الوعي الذي تحدثنا عنه
    بالاعلى لتحل مكانه سيكولوجية الانسان المقهور
    في العالم المتخلف !! فما شاهدناه مجرد تمثيل .
    لعبة يجب ان نتقبلها كما هي!
    أن هدف الموضوع الوظيفي لا يستغني عن الفكرة
    القائلة بوجود طبيعة بشرية . طبيعة تقود
    تفكيرنا و تحدد اختياراتنا بشكل مختلف .
    و هكذا نكون امام مفهوم ذي مدخلين ..
    مدخل طبيعي و اخر ثقافي يتلقيان في نقطة
    وحيدة ان سيكولوجية الانسان قيمة غير ثابتة.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: سيكولوجية الانسان المقهور Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top