728x90 شفرة ادسنس

  • اخر الاخبار

    الأحد، 6 مارس 2016

    قيم القرآن ومفاهيمه




    الإضاءة الأولى
    { وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } ..
    كيفَ يقلِب القُرآن التَّصورات .. ويُعيد البُنيان الفِكري للبَشرية ؟!
    كيفَ يجعلُ لحظة التَّحسّر ؛ ميداناً للمِنّة الإلهيّة !
    كيفَ يرسمُ باقتدارٍ عَجيب ..
    مَشهد امرأة آلِ عِمران ؛ وهيَ تُفاجَأ بالمولود .. وتَخشى أن لا تَكتمل الأُمنية ؛ و يُرَدُّ النَّذرُ إذْ كان القادمُ أُنثى !
    { فلمَّا وضَعَتها قالَت ربِّ إنّي وضَعتُها أنثى } ..
    بِحَسرةٍ تقعُ في مَسامع الغَيب ؛
    إذْ تتَخوّف أن لا تكونَ الأُنثى كَفافاً لِنَذرِها .. وأنّى لها ذلك !
    يفاجيء اللهُ امرأةَ عِمران بقولِه تعالى { والله أعلَم بما وَضَعَتْ } .. ومَا حمَلت وما علِق في صَميم الطِّفلة مِن عَظائِم العَطايا ..
    فقدْ كانَت مَريم عتَبة ميلادٍ ؛ لشريعةٍ جديدة ، ونبي مُعجزة ..
    وكانَت مَحلّاً ؛ لمواهب الله العَليّة .. ومَن قدَّم النيّة للهِ ؛ فليسَ عليهِ أن يتعقَّب أمر الله !
    هُنا .. يُوجِّه القُرآن في بيئةٍ عربيّة قاسِية في مَوروثاتِها ؛ المَعاني ويُعلنها { وَليْس الذَّكر كالأُنثَى } ..
    ليسَ الذكرُ الذي كانَت تطلُبه هذهِ الصّالحة ، وتتخيّل كمالَه ؛ ليكونَ كواحدٍ من السَّدَنة كالأُنثى التي وُهِبتْ لها .. فإنّ دائرةَ علمِها وأمنَيتها لا تكادُ تُحيط بما فيها من جَلائل الأُمور !
    فالمَفضول ؛ هُو الذِّكر .. والفَاضل هُنا ؛ هي الأُنثى .. وفيها من النَّفاسة ما يجَعلها سيّدة للجنّة في عالم الخُلود !
    لقدْ كانت مَريم - عَليها السَّلام - مِنحةً إلهيّة ، وإجابة الدُّعاء بما لا يَخطر على قلبِ بَشر !
    { وليسَ الذَّكر كالأُنثى } ..
    حيثُ يوجّه القرآن تَصوّرات النّاس، وعاداتِهم، ومفاهيمِهم عن المَرأة .. فيقولُ لهم ؛ أنّ الأُنثى المَوهوبة في مقامِ الله وعِلمه ؛ هي خيرٌ من الذِّكر المُتوقّع في عالم .. كان ولا زالَ يتوارى حَياءً { من سوء ما بشر به } !
    فسُبحان من رَفع مقامَ الأُنثى .. و صوّب تصوُّرات البَشريّة !
    { وليسَ الذَّكر كالأُنثى } ..
    نداءٌ لإصلاحِ الموازين العقليّة ، والقِيَم الفكريّة ، وإحقاقٌ لمكانةِ الأُنثى .. وتَثبيتٌ لمَفهومٍ واحد ؛
    أنَّ القُرآن لا ينحازُ للذُّكورة .. فتِلك قِيمة جاهليّة !
    ولكنّهُ يعلِي شأن الرُّجولة ؛ وتِلك نَقلة عقلية !
    وأنَّ الأُنثى .. ليسَت نُقطةَ ضعفٍ ؛ بل هِي بُؤرة ارتكازٍ للمُعجزة !
    ومَا مَريم البَتول بكلِّ رِقيِّ أُنوثتها .. إلا أيْقونة الاصطفاء الجَميل ..
    فالتّفاضل ؛ إنَّما يكونُ بالخَارطة الدّاخلية لهذا الكائِن !
    لقَد نَذرت امرأةُ عِمران { مَافي بطْنِها } لبيت المَقدس .. وظنَّت أنّه لا يَصلُح لخدمَته إلا الرّجال !
    فَعلَّم اللهُ البشريّة مِن بَعدها ؛ أنَّ العَذراء في طُهرِها تسامَت .. حتّى بلَغت { فَنفَخنا فِيها من رُوحِنا } !
    حمَلت الصَّبيّة في الحُضن الصّغيرِ نَبِيّاً .. نَطق بِحُبها { فَلا تَخافي وَلا تحْزَني و قَرّي عيناً } ..
    ثم رد عنها السوء { وبرا بوالدتي } ..
    وأعلن البِشارة على صَدرِها { آتَانيَ الكتابَ وجَعلَني نَبِيّاً } إلى قيامِ السّاعة !
    يا مَريم ..
    ظلّت الرِّجال على الخُيول اللاهِثة ؛ تُحاول الَّلحاق ببعضِ بَركَتِك .. فمَا بلغَت .. إذْ قال اللهُ مُنذ أزلٍ :
    { وليْسَ الذَّكَر كالأُنثَى } !
    ضجة -اخبارمصر -اخبارعربيةخبارعاليمة-حوادث-اعلانات -زياء و جمال و انوثة- اسلاميات-اقتصاد-المجلس-اخبارمصر-التعليم والصحة-اخبارمصر-رياضة-اخبارمصر-سياسة-اخبارمصر-اخبارعالمية-اخبارعربية
    كتبت فداء الشيخ
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قيم القرآن ومفاهيمه Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top