![]() |
محمد رجب |
هو موزع خبز، لكنه أصبح معلماً من معالم منطقة الحسين، صباح كل يوم جديد، يمر «محمد رجب» بمسجد الحسين، المكان الذى يقصده السائحون لزيارة خان الخليلى والأزهر وشارع المعز، منظره وهو يسير مستقلاً دراجته الهوائية لافت لأنظار السائحين الذين يهرعون نحوه ويطلبون منه التوقُّف للحظات لتصويره، إذ ينطلق بسرعة شديدة، حاملاً فوق رأسه طاولة كبيرة عليها كميات كبيرة من الخبز يسندها بيد واحدة، بينما يقود الدراجة بيده الأخرى، وكأنه لاعب ماهر فى السيرك القومى.
السائحون يرونه بطلاً يفعل شيئاً عجيباً بقيادته الدراجة الهوائية حاملاً على رأسه طاولة من الخبز، لا سيما فى هذه السن الصغيرة، وفى مشهد أشبه بـ«عرض مسرحى»، يقف «محمد» مبتسماً لمدة نصف دقيقة حتى يتمكن السائحون من التقاط الصور له وهو بهذه الحال، ثم يستكمل رحلته، متفادياً العربات والمطبات والزحام.
«كنت باخاف فى الأول من الناس اللى بتصورنى لمّا كنت لسّه جديد فى الشغل، لكن بعد كده بقيت أنا اللى باقف بالعجلة لما ألاقيهم بيجروا علشان يصورونى، باحس إنى شخص مهم وباتعمد أعدى كتير قدامهم»، يبتسم «محمد»، ويضيف: «أهوه علشان مانزعلش الأجانب مننا، بدل ما حال السياحة واقف مش هيحصل لى حاجة لما يصورونى، بالعكس ده أنا باكون مبسوط، وفيه مرة واحدة من السياح حبت تدينى فلوس، بس أنا رفضت علشان عيب، ويا ريت الوزرا يهتموا بالبلد شويّة ويعدلوا حال السياحة، عاوزين ناكل نعيش».
ينحدر موزع الخبز من محافظة الفيوم، ويعمل شقيقه الذى يكبره بعامين فى القاهرة أيضاً، ويعول هو وشقيقه، 4 إخوة صغار: «أبويا شغال فى مخبز برضه، بس فى الفيوم، وأمى ست بيت، والعيشة صعبة، وباصرف على إخواتى الأربعة علشان يكملوا تعليم ومايعملوش زيى».
يشرد «محمد» بذهنه ثم يتمتم بكلمات: «كان نفسى أكمل تعليمى زى الأطفال اللى فى سنى، وأمسك شغلانة كويسة، بس النصيب ما سمحش، حتى أهلى ما بقتش عارف أشوفهم غير مرة واحدة كل شهرين.. بسافر أديهم فلوس الشغل اللى تعبت فيها، وأرجع تانى لهم الشغل اللى ما بينتهيش، والحمد لله على كل حال».
0 التعليقات:
إرسال تعليق