عملية تل أبيب .. اخترقت منظومة الأمن "الاسرائيلية" وأربكت الشاشة العبرية
"عملية تل أبيب هي إخفاق أمني خطير جدا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، كان هذا تعليق الوزير في حكومة بنيامين نتنياهو، أوفير أكونيس في حديث خاص أدلى به للقناة العبرية الثانية.
تصريح الوزير الاسرائيلي لم يكن غريباً، في ظل اعلان الأجهزة الأمنية الاسرائيلية بأنها لم تكُن تملك معلومات عن إمكانية تنفيذ عملية من هذا القبيل، ولم تتلق أي انذار من قبل لوقوع عملية في قلب تل أبيب، العاصمة الاقتصادية للكيان الاسرائيلي.
ورغم وجود تحذيرات اسرائيلية مسبقة بإمكانية تصاعد العمليات في شهر رمضان، واتخاذ الأجهزة الأمنية اجراءات مكثفة، إلا أنها لم تمنع الشابان خالد موسى مخامرة ومحمد أحمد موسى مخامرة، من تخطي كافة الحواجز الاسرائيلية الممتدة من يطا جنوب الخليل الى تل أبيب.
وبحسب المعطيات التي نشرتها وسائل إعلام عبرية؛ فقد تناول المنفذان طعامهما بمطعم "ميكس برند" القريب من مكان الهجوم، وبعدها خرجا من المطعم، وفتحا النار من أسلحتهما على المارة بتجمع تجاري يدعى "سارونا"، وسمعت أصوات الطلقات النارية على مدار أكثر من دقيقة في المكان.
ووفق موقع واللا العبري، فإن منفذا العملية دخلا إلى المدينة دون أي تصريح وبطريقة "غير شرعية"، فيما يجري الجيش وأجهزة الأمن تحرياتهم وتحقيقاتهم للوصول إلى الطريقة التي اتبعها الشابان في الوصول لقلب مدينة تل أبيب، دون أن يتم تفتيشهما من قبل قوات الأمن.
وعلى الرغم من حالة الغضب والسخط العارم وفقدان الأمن والآمان لدى الإسرائيليين، شعباً وقيادة، إلا أن الأصوات من المعارضة والائتلاف أجمعت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بأنه لا يوجد حلاً عسكريا لوقف عمليات الفلسطنيين، ويجب على حكومة نتنياهو البحث عن أساليب لتجديد ما يُسّمونها بالعملية السلميّة مع الفلسطينيين.
المُحلل العسكري في التلفزيون الإسرائيلي، يوآف ليمور، رد على أحد الوزراء الذين هاجموا السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، واتهموهم بالتحريض، وكان لافتًا ردّه الحازم والقاطع: "الشعب في إسرائيل انتخب بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة في إسرائيل ولم ينتخب عباس، وبالتالي فإن الشعب عينه ينتظر الإجابات من قيادته وليس من القيادة الفلسطينية".
علاوة على ذلك، كشفت صحيفة (يسرائيل هايوم)، التي تُعتبر الناطقة غير الرسمية بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، النقاب عن أن مسؤولاً إسرائيليًا رفيع المستوى قال إن زعماء أوروبا حذروه بأنّ بنك الدفاع عن "إسرائيل" أفلس، ولم يعد الاتحاد الأوروبي قادراً على الدفاع عن الدولة العبرية في المحافل الدولية، لأن الرأي العام في القارة العجوز بات على اقتناعٍ تام بأن الجمود في عملية التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هو الذي يدفع الفلسطينيين إلى القيام بأعمال من هذا القبيل.
من جهته، أكد محرر الشؤون الخارجية في القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي، عراد نير، على أنه من خلال متابعته لوسائل الإعلام الغربية، أي الأمريكية والأوروبية، أن كلمة إرهاب وضعت بين هلالين، الأمر الذي يؤكد على أن الرأي العام الأمريكي والأوروبي لم يعد مقتنعا بأن الفلسطينيين هم إرهابيين.
كما أشار نير إلى أن الإعلام الغربي ربط بين عمليات باريس وبروكسل وبين عملية تل أبيب، مشيرا إلى أن الأوروبيين باتوا على قناعة بأن الجمود في عملية التسوية هو الذي يدفع الشباب الفلسطيني إلى القيام بتنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية في قلب الدولة العبرية.
#إسرائيلي
0 التعليقات:
إرسال تعليق